الأمم المتحدة تدعم استخدام معارف "الأصليين" للتصدي لأزمة المناخ بالفلبين
الأمم المتحدة تدعم استخدام معارف "الأصليين" للتصدي لأزمة المناخ بالفلبين
في مقاطعة بوكيدنون الجبلية في جنوب الفلبين، تضطر مجموعات السكان الأصليين المحلية إلى التكيف مع الآثار المقلقة لتغير المناخ، وبدعم من الأمم المتحدة، تخطو المجتمعات خطوات كبيرة، باستخدام المعرفة التي تعود إلى قرون لصياغة حلول مستدامة.
ناقش الزعيم القبلي المحلي رئيس مجلس حكماء مجتمع بوكيدنون أوميامنون "جيمويل بيرينو" نجاح المبادرات المحلية، بدعم من مسرع الابتكار في تغير المناخ التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (AFCIA)، ودورها في تثقيف مجتمعه حول تقنيات الوقاية والتخفيف الفعالة للتعامل مع الآثار المتزايدة لتغير المناخ، وفقا لأخبار الأمم المتحدة.
وقال "بيرينو": "إن المجتمعات الثقافية الأصلية لديها معارفها وأنظمتها وممارساتها الخاصة التي تعود إلى قرون وقد أبقتها على قيد الحياة.. في الفلبين، تشجع الحكومة استخدامها في حماية البيئة والحفاظ عليها".
وقد شاهد رئيس مجلس حكماء مجتمع بوكيدنون أوميامنون، تأثير تغير المناخ عن قرب، حيث برز التآكل وإزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي كتهديدات رئيسية ذات آثار مدمرة على ثقافة شعبه وشبابه وسبل عيشه.
قال: "في الفلبين، تقع معظم أراضي غاباتنا ومنابعنا ضمن مجالات الأجداد لمختلف المجتمعات الثقافية الأصلية.. هناك حاجة حقيقية للعالم للاعتراف الكامل بمساهماتهم المهمة في الحفاظ على البيئة التي تفيد جميع السكان".
وأضاف: "يتسبب تغير المناخ في خسائر فادحة في حياة الفلبينيين وممتلكاتهم وسبل عيشهم، وإذا تركت دون معالجة، فقد تعرقل طموح البلاد في أن تصبح دولة ذات دخل متوسط أعلى بحلول عام 2040".
وأبلغ العديد من المزارعين عن فترات أطول وأكثر حدة من الجفاف وهطول الأمطار مما كان يعتبر في السابق عاديا، وقضت الفيضانات على أكثر من 10 منازل لأفراد المجتمع على طول نهر بولانجي في عامي 2012 و2013.
ولمكافحة الآثار المتزايدة لتغير المناخ في المنطقة، ينسق "بيرينو" مشروعا يسمى (BUKDA)، وبدعم من الأمم المتحدة من خلال منحة من AFICIA، يسعى المشروع إلى معالجة إزالة الغابات والتلوث مع توليد دخل مستدام للشعوب الأصلية من خلال تشجيع زراعة الخيزران والكاكاو من قبل المزارعين المحليين في مينداناو، ويشمل ذلك تدريب الناس على الزراعة والحصاد والتسويق.
وسلط "بيرينو" الضوء على قيمة الخيزران في حماية الغابات من خلال المساعدة في منع التآكل والمساعدة في استعادة التربة المتدهورة، وأوضح أنه من المقرر أن تزرع المبادرة 20 هكتارا من النباتات على طول نهر بولانجي.
وأضاف أن الخيزران مفضل أيضا من قبل المجتمع، من بين أمور أخرى، لبناء منازل أكثر مقاومة للفيضانات والعواصف.
بعد إنشاء مزارع جديدة للخيزران والكاكاو في يوليو 2022، بدأ المزارعون بالفعل في الاستفادة، ويوفر المشروع حاليا دخلا للمزارعين من خلال فرص العمل المؤقتة، ويدعم الأسر لشراء المواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية.
قال "بيرينو": "منذ أن حصلنا على دعم AFCIA، يمكننا أن نرى بعض الفوائد في مجتمعنا، مثل الدخل من العمل بسبب حماية الأراضي، والشعور بالفخر الثقافي والفرح بأنه يمكننا المساهمة في التخفيف من آثار تغير المناخ ولدينا أمل في أن تكون أرض الشعوب الأصلية التي كانت قاحلة وخاملة يوما ما ملجأنا من الآثار السلبية لتغير المناخ وتكون مصدرا من استدامتنا المالية بما في ذلك أجيالنا القادمة".